حاول أن يعصر عظامه في قصيدةٍ |
حاول أن يدفع لياليه الموحشة إلى المقصلة. |
لا يمكنه النوم لا يمكنه الكتابة |
لا يمكنه اليقظة. |
أشباحه تتقدّم إلى الغرفة و |
تتمدد على السريرٍ. |
صقور ترعى في عينيه بمسرةٍ |
قرية بكاملها ترتجف في أحشائه |
وجد نفسه جنديا في حروب لا علاقة له بها |
وجد نفسه مايسترو لجيش من المتسكعين. |
وربما لم يجد شيئاً، عدا رماد ايامه |
المقبلة |
وحين أيقن أن لا فائدة حمل بندقيته |
وبرصاصةٍ واحدة ٍ سقط الفضاء |
صريعا في الغابة. |
شحين تمددت لأول مرة على شاطئك |
الذي يشبه قلبا، نبضاته منارات |
ترعى قطعانَها في جبالك الممتدة |
عبر البحر. |
أطلقُ بين مقلتيك منجنيق طفولتي |
وأصطاد نورساً تائها في زعيق |
السُفن. |
نجومك أميرات الفراغ |
وفي ليل عُربك الغريب تضيئين |
الشموع لضحاياك كي تنيري |
طريقهم للهاوية. |
أبعثر طيورك البحرية لأظل |
وحيداً. أصغي إلى |
طفولة نبضك المنبثق من |
ضفاف مجهولة، |
تمزق عواصفها أشرعة |
المراكب |
كم من القراصنة سفحوا أمجادهم |
على شواطئك |
المكتظة بنزيف الغربان |
كم من التجار والغزاة |
عبروك في الحلم |
كم من الأطفال منحوك جنونهم |
مثل ليلة بهيجةٍ |
لعيد ميلاد غامض؟ |
القرويون أتوك من قراهم، |
حاملين معهم صيفاً من الذكريات. |
مطرح الأعياد القزحيّة البسيطة |
والأمنيات المخمرة في الجرار، |
الدنيا ذهبت بنا بعيداً |
وأنت ما زلت تتسلقين أسوارك القديمة. |
وما بين الطاحونة و((المثعابْ)). |
يتقيأ الحطابون صباحات كاملة، |
صباحات يطويها النسيانُ سريعاً. |
هذه القلاع بقيت هكذا تحاورُ |
أشباحاً في مخيّلة طفل، حيث |
بناتُ آوى يتجولْن جريحاتٍ |
بين ظلالها كموت مُحتمل |
وحيث كنا نرى عبر مسافة قصيرةٍ |
ثعباناً يخْتن جبلا في مغارة |
لم أنسك بعد كل رحلاتي اللعينة |
لم أنس صياديك وبرصاك النائمين |
بين الأشجار. |
حين تمددت لأول مرةٍ |
كان البحر يشبه أيقونةً |
في كف عفريت |
لأنه كان بحرا حقيقياً يسرح زبده |
في هضاب نساء يحلُمن بالرحيل |
حين تمددتُ لأول مرةٍ |
لم أكن اعرف شيئاً عدا |
ارتجافة عصفورٍ |
في خصرك |
الصغير |
ليلة أخرى |
سأنام وأترك كل شيء للريح |
النابحة أمام بابي |
سأترك القلم والسجائر والمنفضة |
الملأى بفيالق المغول وهم |
يغتصبون السبايا في |
مدن الذاكرة |
سأنام وأترك كل شيء للريح |
والمطر الراعدُ وهو يقْرعُ نافذتي |
طوال الليل ويتسلل إلى نومي |
مثل كابوسٍ هائجٍ أو رحمةٍ إلهيةٍ. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق